قوله تعالى: {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم 25 وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود 26}
  ظهر بها، والبادِ في الآية: الطارئ عليها، كأنه ظهر بها، وقوله: «من بدا جفا» أي: من نزل البادية صار جافياً.
  والإلحاد: الميل عن الحق، وأصل اللحد: الميل، ومنه سمي اللحد.
  وأصل (بوأنا) من الرجوع، يقال: بَاءَ: رجع، ومنه: {وَبَاءُوا بِغَضَبٍ}[البقرة: ٦١] وبوأته منزلاً، أي: جعلت له منزلاً يرجع إليه.
  والمكان: ما يتمكن عليه، واختلف المتكلمون، فقالت البصرية: المكان ما يتمكن عليه غيره، وقال أبو القاسم: ما أحاط بالشيء.
  · الإعراب: يقال: أين خبر {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}؟
  قلنا: قيل: محذوف تقديره: هلكوا، وقيل: قوله: {نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} ابتداء ثم عقبها بالجواب، وقيل: الخبر عنهم يجيء في ما بعد في قوله {لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} عن أبي مسلم.
  ويقال: في {وَيَصُدُّونَ}: لِمَ عطف المستقبل على الماضي؟
  قلنا: لأن المعنى من شأنهم الصدود، ونظيره: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ}.وقيل: الَّذِينَ كفروا بمعنى الكافرين، تقديره: إن الكافرين والصادين عن سبيل اللَّه، وقيل: تقديره: الكافرين فيما مضى يصدون، فبين أن حالهم في