التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم 25 وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود 26}

صفحة 4942 - الجزء 7

  الماضي والمستقبل واحد، وقيل: المراد وصدوا، فأتى بلفظ المستقبل والمراد الماضي، وقيل: الواو مقحمة وتقديره: إن الَّذِينَ كفروا ويصدون.

  ويقال: ما معنى الباء الأولى والثانية في قوله: {بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ

  قلنا: الأولى مؤكدة، والثانية مُعَدِّيَةً، وقيل: الأولى زائدة كقوله: {تَنبُتُ بِالدُّهْنِ}⁣[المؤمنون: ٢٠].

  · النزول: قيل: نزلت الآية في أهل الحديبية صدوا رسول اللَّه ÷ عن مكة.

  وقيل: هو عامٌّ في جميع الكفار أن عادتهم ذلك.

  · المعنى: ثم بيّن تعالى حال الكفار، فقال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ» يمنعون «عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ» قيل: دين اللَّه، وقيل: عن الحج والعمرة، وقيل: عن الهجرة، وقيل: عن تعلم الدين، ولا تنافي بين الجميع، فيحمل على أن الجميع مراد «وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ» أي: ويصدون عن المسجد الحرام وهو الكعبة، قيل: المراد. نفس المسجد يستوي فيه جميع الخلق، عن الحسن، وأبي علي. وقيل: المراد به الحرم،