التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرناها لكم لعلكم تشكرون 36 لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين 37}

صفحة 4961 - الجزء 7

  · القراءة: قراءة العامة: «صَوَافَّ» بتشديد الفاء، يعني مصطفة، وصواف جمع صَافَّةٍ، وهي تأنيث الصاف، وقيل: الصواف القائمة أي: انحروها وهي قائمة، وعن الحسن ومجاهد وزيد بن أسلم: «صَوَافِنَ» بالنون جمع صافنة، وهي المعقولة إحدى يديها، يقال: فرس صافن، ومنه: {الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ}⁣[ص: ٣١] والبَدَنَةُ إذا نحرت عقلت يد واحدة فكانت على ثلاث.

  وقراءة القراء: «لَنْ يَنَالَ اللَّهَ»، «وَلَكِنْ يَنَالُهُ» بالياء فيهما، وقرأ يعقوب بالتاء فيهما، وروى زيد عنه في الأول بالياء، وفي الثاني بالتاء، فالتأنيث على الجمع، والمعنى جماعة لحومها، وللفظ التقوى، والتذكير للجمع؛ أي جميع لحومها، ولأن التقوى بمعنى الاتقاء.

  · اللغة: الْبُدْن: جمع بدنة، كتمرة وتمر، وفي الناقة، وسميت بَدَنَةً لسمنها، والبدانة: السمن، والبدن: الضخم من كل شيء، قال الزجاج: بدنت الناقة سمنتها، وبَدَنَ بَيْدُنُ إذا ضخم، وبَدُنَ سمن وكثر لحمها، تَبْدُنُ بَدَانَةً، وبَدَّنَ الرجل تبديناً إذا أسن، ومنه: «إني قد بدنت» كما جاء في الحديث، قال الشاعر:

  وكُنْتُ خِلْتُ الشَّيْبَ والتَّبْدِينَا