قوله تعالى: {وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود 42 وقوم إبراهيم وقوم لوط 43 وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير 44 فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها وبئر معطلة وقصر مشيد 45}
  والعرش: أصله البناء، ومنه: {وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ}[الأعراف: ١٣٧] عرش يعرُش ويعرِش بضم الراء وكسرها، ومنه سمي السرير العرش.
  والمُعَطَّلة من التعطيل، وهو إبطال العمل بالدين، ولهذا قيل للدهري مُعَطِّلٌ.
  والمشيد: المرتفع من الأبنية، شاد الرجل بناءه يَشِيدُهُ، وشَيَّدَهُ يُشَيِّدُهُ، ومنه:
  أشاد بذكر فلان إذا نَوَّهَ باسمه، ولا يقال في هذا شاد ولا شَيَّدَ، قال ابن عرفة: الشيدُ ما طلي على الحائط من جَصٍّ وصاروج وغير ذلك.
  · الإعراب: قوله تعالى {وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} في كسرها قولان:
  أولهما: عطفاً على قوله: «قرية» تقديره: فكأين من قرية ومِنْ بئر معطلة، فيكون إهلاكها كالقرية.
  وثانيهما: بالعطف على العرش، فيكون المعنى: إن بها البئر المعطلة والقصر المشيد.
  · المعنى: لما تقدم الوعد بالنصر للمؤمنين على الكفار عقبه بهلاك مَن تقدم ليثقوا بنصره، فقال سبحانه: «وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ» فيما آتيناهم من الدين «فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ