التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور 46 ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون 47 وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير 48 قل ياأيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين 49 فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم 50 والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم 51}

صفحة 4979 - الجزء 7

  · اللغة: القلب: عضو معروف، وهو مأخوذ من تقلبه، وله أفعال مخصوصة، وتختص به أعراض مخصوصة، فالأول: كالاعتقادات، والإرادات، والكراهات، والنظر، والظن. والثاني: كالشهوة، والنفار. والعقل محله القلب، وكذلك العلوم.

  والاستعجال: طلب الشيء قبل وقته.

  والسعي: الإسراع في المشي، سعى سعياً فهو ساعٍ، والجمع: سُعَاةٌ.

  والعجز: قيل: معنى يضاد القدرة، وقيل: عدم القدرة، والمعاجزة: محاولة عجز الغالب، والتعجيز: طلب إظهار المعجز.

  · الإعراب: «فَتَكُونَ» نصب على الظرف، وقيل: لأنه جواب الاستفهام بالفاء، وقيل: رفع لأنه لم يجعله جواباً، وهو كقوله: {فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً}⁣[الحج: ٦٣].

  «مُعَاجِزِينَ» نصب على الحال، أي: في حال المعاجزة.

  «فَإِنَّهَا» قيل: الهاء عماد، تقديره: فإن الأبصار لا تعمى.

  · النزول: قال ابن عباس ومقاتل: لما نزل: {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى}⁣[الإسراء: ٧٣] جاء ابن أم مكتوم فقال: يا رسول اللَّه، أنا في الدنيا أعمى، أفأكون في الآخرة أعمى، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.

  وقيل: نزل قوله: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ} في النضر بن الحارث.