قوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور 46 ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون 47 وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير 48 قل ياأيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين 49 فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم 50 والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم 51}
  وتدل على أنه تعالى لا يهلك إلا بعد إبلاء العدو والإمهال.
  وتدل على أن أهل الوبر المختصين بالآبار وأهل المدن المختصين بالقصور لم يبقوا في نعمتهم، ففيها عظة لمن تأمل حالهم فيهتم لآخرته، ويقنع من الدنيا بما أوتي.
  وتدل على أن التكذيب فِعْلُهُمْ ليس بخلق اللَّه تعالى.
قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ٤٦ وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ٤٧ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ ٤٨ قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ٤٩ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ٥٠ وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ٥١}
  · القراءة: قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: «مِمَّا يَعُدُّونَ» بالياء على الكناية، والباقون بالتاء على الخطاب.
  وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: «مُعَجِّزِين» مشددة الجيم بغير ألف، وكذلك في (سبأ) في موضعين، يعني مُثَبِّطِين الناس عن الإيمان، وقرأ الباقون: «مُعَاجِزِينَ» بالألف وتخفيف الجيم في السورتين، يعني مغالبين.