قوله تعالى: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور 46 ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون 47 وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير 48 قل ياأيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين 49 فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم 50 والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك أصحاب الجحيم 51}
  مكرم على أهله للتعظيم الذي ينالهم فيه «وَالَّذِينَ سَعَوْا» على طمع «فِي آيَاتنَا» في إعجاز الرسول والمؤمنين، فأضافه إلى نفسه تعظيماً، وقيل: مقدرين أن يُعجزوا اللَّه، ولن يعجزوه، عن قتادة. وقيل: مغالبين، عن ابن عباس، وأبي مسلم. وقيل: سابقين، وقيل: يعجزون المؤمنين في قبولها، وقيل: يعجزونهم في تصحيحها، وقيل: يعجزون عن إقامتها بجحدهم تدبير اللَّه لها «أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ» يعني الملازمين لجهنم، خالدين فيها.
  · الأحكام: في قوله: {لهم قُلُوبٌ} ردع وزجر وتنبيه من وجوه:
  أحدها: ذكر عذاب مَنْ تقدم.
  وثانيها: انصرافهم عن التفكر.
  وثالثها: ترك استعمال عقولهم.
  وتدل على أن محل العقل القلب لا الدماغ.
  وتدل على أن المعارف مكتسبة.
  وتدل على وجوب النظر، وأن من لم ينظر فهو أعمى القلب، وذلك أشد من عمى العين.
  ويدل قوله: {وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} على خلاف قول المرجئة.