قوله تعالى: {وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور 66 لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم 67 وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون 68 الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون 69 ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير 70}
  ودينك «إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ» دين قيم، وقيل: على طريق مستقيم «وَإِنْ جَادَلُوكَ» قيل: على سبيل المراء والتعنت بعد لزوم الحجج كما يفعله السفهاء، فلا تجادلهم وادفعهم بهذا القول وقل: «اللَّه أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ»، وقيل: إن نازعوك في نسخ الشريعة فحاكمهم إلى الله «اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أي: يفصل بين المحق والمبطل «فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ» من الدين فيعرفون الحق من الباطل ضرورة «أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» ظاهره استفهام والمراد التقرير، تسلية للنبي ÷ وتقوية لقلبه، أي: لا يهمك مخالفتهم مع وعد اللَّه إياك بالنصر والفصل بينك وبينهم، مع علمك بأنه يعلم ما في السماء والأرض «إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ» قيل: الكتاب: الحفظ، أي: ما يعملونه محفوظ للجزاء؛ لأن العادة جرت بأن الأشياء تحفظ بالكتب، عن أبي مسلم. وقيل: في كتاب: اللوح المحفوظ كتبه لطفا للملائكة، عن أبي علي. «إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ» يعني حفظه وعلمه يسير عليه.
  · الأحكام: تدل الآية على البعث بقوله: {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ}.
  ويدل قوله: {لِكُلِّ أُمَّةٍ} أن لكل قوم شريعة.