قوله تعالى: {وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور 66 لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم 67 وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون 68 الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون 69 ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير 70}
  عند انقضاء آجالكم «ثُمَّ يُحْيِيكُمْ» في الآخرة للثواب والعقاب، وفيه بيان أن مَنْ قدر على ابتداء الإحياء قدر على إعادة الإحياء، وفيه بيان نعمه؛ لأنه أحيا أولاً لنعمة الدنيا والدين، وأحيا ثانياً لنعيم الجنة «إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ» لجحود، أي: مع هذه الأدلة وإسباغ النعم يجحد الخالق «لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا» قيل: مكاناً يألفونه وموضعاً يعتادونه لعبادة اللَّه، وقيل: عيداً، عن ابن عباس. وقيل: متعبداً في إراقة الدماء بِمِنًى وغيره، عن مجاهد، وقتادة. يعني موضع قربان، وقيل: أراد جميع العبادات التي أمر اللَّه بها، يعني جعلنا لكل قوم شريعة، كما جعلنا لك ولأمتك، فليس أمرك مبتدع، عن أبي علي، وأبي مسلم. «فَلاَ يُنَازعُنَّكَ فِي الأمرِ» قيل: نَهْيٌ لهم عن منازعته، وقيل: نهي له لأن المنازعة تكون بين اثنين، وقيل: منازعتهم قولهم: أتأكلون ما قتلتم ولا تأكلون الميتة التي قتلها اللَّه تعالى، أي: فلا يخاصمنك في أمر الذبيحة، وقيل: المنازعة في نسخ الشريعة، أي: ليس لهم أن ينازعوك في شريعتهم وقد نسخت هذه الشريعة شرائع من تقدم «وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ» أي: لا تلتفت إلى منازعتهم، وادع إلى توحيد ربك