قوله تعالى: {ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير 71 وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير 72 ياأيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب 73 ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز 74 الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير 75}
  وقيل: الطالب العابد للصنم، والمطلوب الصنم، عن الضحاك. يعني العابد والمعبود؛ لأنهم كانوا يتوقعون منافعهم، «مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ» أي: ما عظموه حق عظمته حيث عبدوا غيره «إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ» قادر «عَزِيزٌ» لا يمتنع عليه شيء «اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ» يعني ما عظموه حق عظمته حيث جعلوا الملائكة والأنبياء بنات له وأولاد له، وهو اصطفاهم واختارهم لرسالته، فمن الملائكة جبريل وميكائيل «وَمِنَ النَّاسِ» كسائر الأنبياء «إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ» لأقوالهم، [بَصِيرٌ] بضمائرهم وأفعالهم، وقيل: سميع لأقوالهم فيه، بَصِيرٌ بمن يختاره للرسالة.
  · الأحكام: الآية تدل على أن عبادة غير الله لا حجة فيها، وأنه كفر وضلال.
  وتدل على أن التمسك إنما يحسن بالشيء إذا قامت به الحجة.
  ويدل قوله: {وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ} أن المعارف مكتسبة.
  ويدل قوله: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} على ما نقوله في الشفاعة.
  وتدل على أنه لا يجوز نصرة الظالم فيما يفعله.
  وتدل على أن كل ضال يكره سماع الحق، وهكذا عادة كل مبتدع وضال.
  ويدل ضرب المثل على حسن الحجاج في الدين.