قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم 7}
  العامة على الوُحْدَان، وجميع ذلك لغات، ولكن لا تجوز أن تكون القراءة إلا بما ظهر نقله واستفاض. فأما (أبصارهم) فَيُميِلُ أبو عمرو والكسائي والباقون بالتفخيم، وللقراء في ذلك مذهب يطول شرحه.
  · اللغة: الختم والطبع من النظائر، يقال: ختم الكتاب، والختم: الطبع بالخاتم، وقوله: {خِتَامُهُ مِسك} أي آخره، وختم الكتاب؛ لأنه يكون بعد الفراغ منه، ومنه خاتم النبيين.
  والقلب: الفؤاد، وأصله من التقلب.
  والسمع: الأذن، والسمع: مصدر سمع سمعا، فالسامع: المدرك للصوت.
  والبصر والعين من النظائر، وفي البصر اشتراك، يقال: أبصر بعينه، وأبصر بقلبه، والمبصر: المدرك للمبصرات، والسامع والمبصر لا يكون إلا بعد وجود المسموعات والمبصرات، والسميع والبصير من كان على صفة يدرك المدركات إذا وجدت؛ ولذلك نصف اللَّه تعالى بأنه سميع بصير لم يزل، ولا نصفه بأنه سامع مبصر لم يزل.
  والغشاوة والغطاء والساتر نظائر، يقال: غشيته إذا سترته، ومنه: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ} والغاشية: هي الغطاء الشامل، ومنه سميت القيامة غاشية، وفي غشاوة ست لغات: بالألف وتعاقب الحركات الثلاث على العين، وبغير ألف مع تعاقبها، والأجود بالألف وكسر العين.
  والعذاب استمرار الألم، وأصله من الاستمرار، عذبه يعذبه تعذيبا.
  والعظيم: الكبير، يقال: هو عظيم الجثة، وعظيم الشأن، ومنه سمي تعالى عظيما، لا من الأول.