التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم 7}

صفحة 237 - الجزء 1

  وتدل على معجزة للرسول؛ لأنه أخبر أنهم لا يؤمنون، فكان كما أخبر.

  وتدل على أنه يجوز أن يخاطب بالعام ويريد به الخاص؛ لأنا نعلم أن في الكفار من آمن وانتفع بإنذاره، فدل بأن المراد بالآية الخصوص.

  وتدل على أن الكافر أُتي من جهة نفسه، لا من تقصير من جهة الرسول ÷.

  وتدل على أن أفعال العباد ليست بخلق اللَّه تعالى؛ إذ لو كانت خلقا له لم يكن للتخويف معنى.

  · النظم: ابتدأ اللَّه تعالى بذكر الكتاب، وبَيَّنَ مَنْ آمن به، ثم عقب بذكر من كفر به، ثم ثَلَّثَ ببيان من نافق فيه، وهذا من أحسن الترتيب.

قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّه عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ٧}

  · القراءة: القراءة الظاهرة «غِشَاوَةٌ» بكسر الغين، وإثبات الألف، ورفع الهاء، والرفع على الاستئناف، وروى المفضل عن عاصم: «غَشَاوة» بالفتح، كأنه أضمر فيه فعلاً، أو جعل على أبصارهم غشاوة أو عطف بها على الختم، تقديره: وختم على أبصارهم غشاوة، وعن الحسن «غُشَاوة» بضم الغين، وعن الجحدري بفتح الغين، وعن بعضهم «غَشْوَة» بغير ألف، وعن ابن أبي عبلة (وعلى أسماعهم) على الجمع، وقراءة