قوله تعالى: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين 12 ثم جعلناه نطفة في قرار مكين 13 ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين 14 ثم إنكم بعد ذلك لميتون 15 ثم إنكم يوم القيامة تبعثون 16}
  على ما يزعمه بعضهم؛ بل نقول: إنه تعالى يخلق الأجزاء الزائدة؛ لأن الشيء الواحد يستحيل أن يصير أشياء.
  قال أبو علي: تدل الآية على بطلان مذهب النَّظَّام أن الإنسان هو الروح وأنه غير النطفة؛ لأنه تعالى بين أنه النطفة.
  وتدل الآية على بطلان قول معمر: إنه شيء لا ينقسم وليس بجسم؛ لأن النطفة جسم، قال أبو علي: ولا يدخل في هذه الجملة أن كل قبيح من خَلْقِهِ.
  وتدل أن غيره يسمى خالقاً على سبيل التقييد، فأما على الإطلاق فلا يسمى به غير اللَّه تعالى.
  وتدل على البعث والإعادة.
  ومتى قيل: هل تدل على أنه لا يبعث لعذاب القبر، فإما أن يقال: يبقيه، أو يقال: إنه يكون الروح، وكلاهما لا تقولون به؟
  قلنا: إثبات البعث في القيامة لا يدل على نفي ما عداه فهو يبعث في القبر للسؤال، ثم يبعث في الحشر.
  ومتى قيل: كيف خلق النطفة علقة، والعلقة مضغة؟
  قلنا: يخلق فيها الأعراض، ويزيد في الأجزاء وينقص ويؤلف، كما يقال: جعل الخشبة سريراً.
  ومتى قيل: أليس روي أن عبد اللَّه بن سعيد بن أبي سرح، كان يكتب لرسول اللَّه ÷، وأملى عليه الآية فلما بلغ قوله: {خَلْقًا آخَرَ} قال: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ