التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين 17 وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون 18 فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون 19 وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين 20 وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون 21 وعليها وعلى الفلك تحملون 22}

صفحة 5033 - الجزء 7

  وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: «تُنْبِتُ» بضم التاء وكسر الباء كما يقال: ذهب وذهب به، وإذا ضممته ففيه وجهان:

  أحدهما: أن الباء زائدة، كقولهم: أخذت بثوبه، أي: أخذت ثوبه.

  والثاني: أنهما لغتان بمعنى، يقال: نبت وأنبت.

  وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم: «نَسْقِيكُمْ» بفتح النون، وقرأ أبو جعفر: «تَسْقِيكُمْ» بالتاء يرجع بذلك إلى الأنعام، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص عن عاصم، وحمزة والكسائي: «نُسْقِيكُمْ» بضم النون.

  · اللغة: الطرائق: جمع طريقة، وسميت الطرائق؛ لأنها مطارقة بعضها فوق بعض، يقال:

  طارق بين ثوبين، وطارَقْتُ نعلي إذا ركبت وجهاً على وجه، وجلداً على جلد.

  والغفلة: ذهاب المعنى عن النفس، ونظيره: السهو.

  والسيناء: يحتمل أن يكون من السنا وهو الارتفاع، والسَّناءُ: الرفعة، والسناء: الضو، والسَّنَاء: نبت له حمل إذا يبس وحركته الريح سمعت له زجلاً، الواحدة سنَاةُ، ومنه الحديث: «عليكم بالسَّنَا» والسناء الحسن، ومنه الحديث لأم خالد لما ألبسته ثوباً، سنا سناء أي: حسن حُسنًا.

  والأنعام: الماشية، وهي الإبل والبقر والغنم، سميت بذلك لنعمة في مشيها خلاف الحافر في وطئها.

  والعبرة: الدلالة المؤدية إلى البغُية، كأنها معبر إليه وطريق تؤدي إليه.