قوله تعالى: {ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين 17 وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون 18 فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون 19 وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين 20 وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون 21 وعليها وعلى الفلك تحملون 22}
  · الإعراب: (طرائق) فعائل، وهو لا ينصرف لأنها جماعة، ثالث حروفها ألف، وبعد الألف حرفان. و (فواكه) فواعل فلا ينون.
  (وشجرةً) نصب على أنشأنا لكم جنات وشجرة، (صبغ) أي: يصبغ فهو عطف على الدهن، وقيل: (منها) يرجع إلى الجنات، وقيل: إلى الفواكه، وقيل: إلى النخيل والأعناب، قال أبو مسلم: يرجع إلى النخيل والأعناب، وكذلك دخلت الواو، ولو كانت ترجع إلى الفواكه لما احتاج إلى الواو إلا على ضرب من التأويل، وهو أن يقول: تتفكهون بها وتأكلون منها.
  · المعنى: ثم بين تعالى نعمه، وكمال قدرته بخلق السماء وما أنزل من السماء، وأنواع النبات، فقال سبحانه: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ» أيها الناس «سَبْعَ طَرَائِقَ» أي: سبع سماوات، وسميت بذلك، قيل: لأن كل طبقة طريقة، وهي السماوات الطباق، عن ابن زيد، وقيل: لأن بعضها فوق بعض من طارقت النعل، عن أبي مسلم، وقيل:
  لأنها طرائق الملائكة، عن أبي علي. وقال الحسن: بين كل سماءين مسيرة خمسمائة عام، وكذلك ما بين السماء والأرض.
  ومتى قيل: ما وجه النعمة بخلق السماء، وما وجه الدلالة؟