قوله تعالى: {ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين 17 وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون 18 فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون 19 وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين 20 وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون 21 وعليها وعلى الفلك تحملون 22}
  والضحاك، وقيل: هو اسم للجبل الذي نودي فيه موسى، وهو كثير الشجر، عن معمر. والمراد بالشجرة الزيتون، وخصه بالذكر؛ لأنه لا يتعاهده إنسان، وتنبت بالدهن مع كثرة منافعه، وقيل: لأن الزيتون ينبت أول ثمرة، وقيل: الزيتون أول شجرة نبتت في الدنيا بعد الطوفَان «تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ» تقول نبت ثمرها بالدهن، وقيل: معناه تنبت ثمر الدهن، والباء زائدة، «وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ» أي: إدام يُصْطَبَغُ به، «وَإنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً» أي: دلالة مؤدية إلى يقين «نُسقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا» يعني ألبانها بإجرائها إلى ضروعها من عروقها، «وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ» من اللحم والشعر والجلد «وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ. وَعَلَيهَا» يعني على الأنعام، «وَعَلَى الْفُلْكِ» السفينة «تُحْمَلُونَ» في البر والبحر.
  · الأحكام: يدل قوله: {وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ} أنه عالم بجميع المعلومات، وفيه زجر عن المعاصي، وترغيب في الطاعات.
  وتدل على أنه أنزل الماء من السماء لمنافع الخلق، فتدل أن ماء الأرض من ماء السماء.
  ويدل جميع ما ذكرنا على تمام نعمه وكمال قدرته، وكذلك الأنعام، وجميع ذلك ظاهر.