التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين 31 فأرسلنا فيهم رسولا منهم أن اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون 32 وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون 33 ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون 34 أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون 35 هيهات هيهات لما توعدون 36 إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين 37 إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا وما نحن له بمؤمنين 38 قال رب انصرني بما كذبون 39 قال عما قليل ليصبحن نادمين 40 فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فبعدا للقوم الظالمين 41}

صفحة 5046 - الجزء 7

  لأن قبلها ساكن، فصار كبنت وأخت، وقال الزجاج: يجوز هيهات، وهيهاتاً بالتنوين وترك التنوين.

  · اللغة: الإنشاء: إحداث الشيء على غير مثال، وقيل: اتخاذ الشيء من غير سبب، أنشأ يُنْشِئُ إنشاءً.

  والقرن: أهل العصر؛ بمقارنة بعضهم لبعض، ومنه: القرينة والقرين.

  والإتراف: التنعم بضروب الملاذ، والتَّرفُّه: النعمة، والمُتْرَف: المتروك يصنع ما يشاء لا يمنع عنه، وإنما قيل للمتنعم: مترف؛ لأنه مطلق له لا يمنع من تنعمه.

  وهيهات: كلمة تفيد بُعْدَ الأمر جداً حتى يمتنع، وهو صوت بمنزلة صَه ومَه، إلا أن الأصوات الأغلب عليها الأمر والنهي، ونظيره: شتان ما بينهما، أي: بَعُدَ ما بينهما، وهذه الأصوات خرجت إلي شبه الفعل وليس بفعل؛ لأنها لا تتصرف تصرف الأفعال، وهيهات وأَيْهاتَ لغتان.

  والصيحة: الصوت الشديد.