قوله تعالى: {ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين 42 ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون 43 ثم أرسلنا رسلنا تترى كل ما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضا وجعلناهم أحاديث فبعدا لقوم لا يؤمنون 44 ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين 45 إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين 46 فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون 47 فكذبوهما فكانوا من المهلكين 48 ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون 49}
  أولا حتى لم يزيدوها هنالك ألبتَّة، ونظيره: تَقْوَى، وتُكْلاَن، وأصله في المعنى الاتصال، ومنه: الوَتَر الفرد عن الجمع المتصل، ومنه الوتر لاتصاله كأنه من القوس، ومنه: وترتُ الرجل: قطعته بعد اتصال، ومنه حديث أبي هريرة: «[لا بأس] بقضاء رمضان تترى» أي: منقطعة بعد اتصال الأصل.
  والملأ: الأشراف؛ لأنه يملأ الصدور هيبتهم.
  والبشر: الإنسان، سمي بذلك لانكشاف بشرته بخلاف غيره، وفي الحيوانات المغطى بالشعر والصوف.
  والعالي: القادر الذي مقدوره فوق مقدور غيره.
  · الإعراب: (مِنْ) في قوله: {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا} صلة، وتقديره: ما تسبق أُمَّةٌ أجلها.
  «عالين» في موضع نصب، فلما اجتمعت تاءان: تاء بدل من الواو، وتاء في الأصل حذفت إحداهما.
  · المعنى: ثم ذكر قصة موسى وهارون عطفاً على ما تقدم، فقال سبحانه: «ثُمَّ أَنْشَأْنَا»: أحدثنا وخلقنا «مِنْ بَعْدِهِمْ» من بعد مَنْ تقدم ذكره «قُرُونًا آخَرِينَ» أي: جماعات من الناس «مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ» قيل: هو وعيد لهم، وقيل: تنبيه علي