قوله تعالى: {وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين 50 ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم 51 وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون 52 فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون 53 فذرهم في غمرتهم حتى حين 54}
  موضعها ياءان مثل شَويتُ أكثر من حَيَيتُ، والنسبة إليه أَوَوِيُّ، وقال الفراء: هي من الفعل فاعلة، وآوى الإنسان إلى منزله يأوي إيواء، وحكى بعضهم آوِيِّ، وآواه غيره يُؤْيِه إيواءً، والمأوى: مكان كل شيء.
  والربوة: المكان المرتفع على ما حوله، وأصله من الزيادة، ومنه الرّبا، ومنه:
  {فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ}[الروم: ٣٩] يقال: رَبَا الشيء يربو إذا زاد، وربا الإنسان الرابية إذا علا، وفيه لغات: ربوة بتعاقب الحركات الثلاث على الراء، رباوة.
  المعين: الماء الجاري على وجه الأرض؛ لأنه تراه العيون، قال الفراء: يجوز أن يكون فعيلاً من الماعون الذي هو المعروف، وقال غيره: هو من الماعون الذي هو الماء، يقال: معن الماء وأمعن إذا سالَ، وقيل: هو مفعول من عِنْتُهُ أعِينُهُ إذا أدركه بالعين ورآه، والمعين أيضاً: [الشيء القليل]، ومنه: الماعون، قال الزجاج: هو الشيء القليل، قال أبو مسلم: معين مفعول من العين، وأصله معيون، استثقلت الضمة على الياء، فحذفت فالتقى ساكنان فحذفت الواو.
  والأكل: تناول الطعام بالفم، وَ (كُلْ) أمر منه، وحذْفت الهمزة منه للتخفيف، ولأنه لا يخل بالمعنى، ومثله قُلْ، ومُرْ.
  والغمرة: الانهماك في الباطل واللَّهو، وغمرات الموت: شدائده،