التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين 50 ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم 51 وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون 52 فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون 53 فذرهم في غمرتهم حتى حين 54}

صفحة 5061 - الجزء 7

  ذلك يصطرخون، وقيل: إلى يوم بدر، وقيل: إنهم في غفلة واشتغال بأمر الدنيا لا ينتهون حتى تأتيهم الملائكة عند المعاينة.

  · الأحكام: تدل الآية على أن شأن عيسى وأمه حجة، وذلك أنها تدل على أشياء:

  منها: كمال قدرته في خلق عيسى.

  ومنها: كمال علمه في تصويره في الرحم.

  ومنها: أنها حملت به ووضعته في ساعة واحدة.

  ومنها: أنه كان يُكَلِّمُ في المهد.

  ومنها: أنه أعطي التوراة والنبوة وهو في المهد إلى غيره من الآيات.

  وتدل على إباحة الطيبات، فيبطل قول من يحرم اللذات على ما يزعمه بعض الصوفية.

  ويدل قوله: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ} أنَّه مأمور بما أمر به الأنبياء والأمم، وهو اعتقاد الحق.

  وتدل على قبح الاختلاف في الدين، وذلك فيما فيه الحق واحد، فأما في المجتهدات فكل مجتهد مصيب، وعليه يحمل قوله: «اختلاف أمتي رحمة».

  وتدل على أن المعارف مكتسبة لذلك تفرقوا.