قوله تعالى: {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين 55 نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون 56 إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون 57 والذين هم بآيات ربهم يؤمنون 58 والذين هم بربهم لا يشركون 59 والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون 60 أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون 61}
  والمسارعة والمبادرة من النظائر، وهي على المفاعلة على تقدير: كأن أحد الفعلين سابق فعلاً آخر.
  والخير: نقيض الشر، وهو النفع الذي يعظم شأنه.
  والشعور: العلم الذي يَدِقُّ معلومه، كدقة الشعر، وقيل: هو العلم من جهة المشاعر، وهي الحواس، ولا يوصف القديم به.
  · المعنى: ثم بين تعالى أن ما أنعم به على هَؤُلَاءِ الكفار ليس بمحل لهم، ولكن استصلاحاً وتفضلاً، فقال سبحانه: «أَيَحْسَبُونَ» يعني يظنون هؤلاء الكفار «أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ» نعطيهم ونزيدهم «بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ» في الدنيا «نُسَارعُ لَهُمْ فِي الْخَيرَاتِ» أي: نسابق لهم في الخيرات، يعني نعطيهم ذلك ثواباً لأعمالهم، أو لرضانا عنهم، كَلَّا؛ ليس الأمر كذلك؛ بل للابتلاء، وقيل: لما أعطوا نعم الدنيا ظنوه ثواباً عاجلاً، وهذا هو ظن الجهل، وقيل: إنما ظنوا ذلك لأنهم أنكروا المعاد، فرأوا الاختصاص بنعيم الدنيا ثواباً «بَل لاَ يَشْعُرُونَ» لا يعلمون أن ذلك ليس بثواب، وإنما هو ابتلاء وتكليف يؤدي إلى الثواب إن أطاعوا، وقيل: لا يشعرون أن ذلك سبب عقوبة لهم؛ إذ لم يشكروا اللَّه ø على ذلك.