قوله تعالى: {قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون 66 مستكبرين به سامرا تهجرون 67 أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين 68 أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون 69 أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون 70}
  والثاني: القول الهُجْر وهو السيئ من القول، عن سعيد بن جبير، ومجاهد، وابن زيد. يقال: هجرته أهجره هجرًا إذا شتمته.
  · اللغة: النكص: وجوع القهقرى، وهو المشي على الأعقاب إلى خلف، وهو أقبح مشية، مثل بها أقبح حال في الإعراض عن الداعي إلى الحق، وقيل: شبه به لأنه يمشي ولا يرى ما وراءه، وهو النكوص، والنكوص: الإحجام عن الشيء.
  والسَّامِرُ: المحدث بالسمر ليلاً، وجمعه: سُمَّارٌ، والسَّامِرُ: المكان يجتمع فيه للسمر، ومنه: السُّمْرَةُ اللون الذي بين السواد والبياض، وقيل: السَّمَرُ: ظِلُّ القَمَرِ، وقيل: سواد الليل، ومنه: السمراء الحنطة، وسمي حديث الليل سمرًا؛ لأنهم يقعدون في ظل القمر فيتحدثون، فسمي الحديث سمرا بذلك.
  والهجر: الكلام المنقوص، وهو المهجور، والنائم يهجر لأنه يأتي من الكلام ما لا فائدة فيه، وأصل الباب: الهجر، أي: هو من شأنه أن يهجر.
  · الإعراب: «سامرًا» نصب على الحال وَوُحِّدَ، وهو بمعنى السُّمَّارِ، قيل: لأنه في موضع المصدر، كما يقال: قوموا قائماً، أي: قياماً، وقيل: لأنه في موضع الوقت تقديره:
  ليلاً تهجرون، وقيل: وحِّد، والمراد الجمع كقوله: {يُخرِجُكُمْ طِفْلًا}.