التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون 66 مستكبرين به سامرا تهجرون 67 أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين 68 أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون 69 أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون 70}

صفحة 5071 - الجزء 7

  «يدبروا» أصله: يتدبروا، أدغمت التاء في الدال.

  «مستكبرين» نصب على الحال، أي: في حال الاستكبار.

  · المعنى: لما تقدم الوعيد بَيَّنَ ما لأجله استحقوا ذلك، فقال سبحانه: «قَدْ كَانَتْ آيَاتِي» قيل: حججي الدالة على التوحيد والعدل، وقيل: القرآن «تُتْلَى عَلَيْكُمْ» أي: تقرأ «فَكُنْتُمْ» أيها الكافرون المعذبون «عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ» أي: على أدباركم ترتدون، وتستأخرون، ترجعون القهقرى معرضين ومكذبين، قيل: تستأخرون، عن مجاهد، وقيل: هو مثل، والمراد ترتدون «مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ» أي: متعظمين متكبرين إذا سمعوا القرآن، وقيل: تعظموا بالحَرَمِ، وقالوا: لا يظهر علينا أحد؛ لأنا أهل الحرم، وقيل: هو كناية [عن غير] مذكور، عن ابن عباس، ومجاهد، والحسن، وقتادة، والضحاك، وقيل: مستكبرين بكفرهم عن الإيمان بالنبي ÷ وعلى آله، وقيل: مستكبرين بالسمر والهجر من القول دون الفكر في القرآن، وقيل: مستكبرين عنه إذا تلي عليهم، وعن الإيمان به، وتهجرون: تسيئون بالقول، عن أبي علي، وأبي مسلم. «سَامِرًا» يعني تسمرون بالليل حول الكعبة، وسمرهم بفسخ أمر رسول اللَّه ÷ وآله ليلاً «تَهْجُرُونَ» قيل: تعرضون، وقيل: تقولون الهجر، وهو السيئ من القول، وهو معنى تُهجِرون بضم التاء، «أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ» يعني أوْلم يتفكروا في القرآن يتلى عليهم، وقيل: بما يقوله الرسول صلى اللَّه عليه وعلى آله، وما