التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون 90 ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون 91 عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون 92 قل رب إما تريني ما يوعدون 93 رب فلا تجعلني في القوم الظالمين 94 وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون 95}

صفحة 5086 - الجزء 7

  · الإعراب: {رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} هذه الفاء فاء جواب لقوله: {إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ} واعترض النداء بينهما. {إِذًا لَّذَهَبَ} دخلت إجابة لأن قوله: {وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} على معنى: لو كان معه إله إذًا لذهب بذلك، يدلك عليه دخول اللام في {لَذَهَبَ}؛ لأن هذه اللام تدخل على قولك: لو ذهبت لكان كذا.

  {إِمَّا تُرِيَنِّي} المعنى إن تريني، هذه (إنْ) الجزاء، دخلت عليها (ما) التأكيد وأدغمت النون في الميم فصارت ميماً ثقيلة.

  · المعنى: ثم عطف على ما تقدم من بيان أدلة. التوحيد نفي الاثنين والولد، فقال سبحانه: «بَلْ أَتَينَاهُمْ بِالْحَقِّ» أي: بالصدق في التوحيد والدين «وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ» في قولهم: إن الأصنام آلهة، وإن لله ولداً، وإن الملائكة بنات اللَّه، وغير ذلك مما يزعمون، وقيل: هو جواب الاستفهام في قوله: {أَمْ بِهِ جِنَّةٌ}⁣[سبأ: ٨] يعني أم يقولون ذلك، ونحن أوضحنا لكم الحق على لسان الرسول، «وِإنهُمْ لَكَاذِبُونَ» في قولهم: بِهِ جِنَّةٌ «مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ» لأن اتخاذ الولد هو أن يجعل ولد غيره مقام ولده، وهذا