قوله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون 96 وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين 97 وأعوذ بك رب أن يحضرون 98 حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون 99 لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون 100}
  قتادة، وأبي علي، وقيل: القبر عن أبي أمامة، وقيل: الإمهال، وكل فصل بين شيئين برزخ، وقيل: الموت، عن أبي مسلم.
  · الأحكام: يدل أول الآيات على وجوب التمسك بالأخلاق الجميلة من العفو والحلم في الدعاء إلى الدين والأمر بالمعروف، وينبغي أن يبتدئ بالذي هو أحسن.
  وتدل على وجوب الاستعاذة بِاللَّهِ من شر الشيطان، ولو كانت الشرور كلها خَلْقاً لله تعالى لم يكن للاستعاذة به من الشيطان معنى، فيدل أنه فِعْلُ الشيطان، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.
  وتدل على أن أهل العقاب يسألون الرجعة عند معاينة ما يستحقونه من العذاب، وروي أن النبي ÷ قال: «إذا عاين المؤمن الملائكة فقالوا: نرجعك إلى دار الدنيا؟
  فيقول: إلى دار الهموم والأحزان؛ لا، بل قُدُماً إلى اللَّه تعالى، وأما الكافر فيقول: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ٩٩ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ١٠٠}».
  ويدل سؤالهم الرجعة ووعدهم بالعمل الصالح أن ذلك فعلُهم، وأنهم قادرون على ذلك، لولا ذلك لم يكن لسؤال الرجعة معنى، فيبطل قولهم في المخلوق والاستطاعة.
  وتدل على أن لا رجعة إلى الدنيا، وذلك يبطل قول الإمامية.
  وتدل على البعث يوم القيامة.