التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون 96 وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين 97 وأعوذ بك رب أن يحضرون 98 حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون 99 لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون 100}

صفحة 5092 - الجزء 7

  ويقال: لِمَ ذكر على خطاب الجمع؟

  قلنا: فيه قولان:

  الأول: أنهم استغاثوا أولاً بالله، ثم رجعوا إلى مَسْأَلةِ الملائكةِ الرجوعَ إلى الدنيا، عن ابن جريج.

  وقيل: على تعظيم المخاطب، كقوله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ}⁣[يوسف: ٢] و {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَليكَ}⁣[الإنسان: ٢٣]، «لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ» من الأموال، كأنه قال: أنفقه إن رددتموني، عن أبي مسلم.

  ومتى قيل: كيف سألوا الرجعة وقد اضطروا إلى أن لا رجعة؟

  قلنا: طلب الرجعة يحسن وإن علم أنه لا يكون، كما يتمنى المرء حياة أبيه.

  «كَلَّا» كلمة ردع وزجر، أي: أنه لا يكون ولا يرجع إلى الدنيا «إِنَّهَا كَلِمَةٌ» يعني سؤال الرجعة «هُوَ قَائِلُهَا» ولا ينالها، وقيل: إنها كلمة يقولها ولا تنفعه «وَمِنْ وَرَائِهِمْ» أمامهم «بَرْزَخٌ» أي: حجاب «إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ» وهو البعث في القيامة من القبور، وقيل: حاجز بين الموت والبعث، عن ابن زيد، وقيل: حاجز بين الميت والرجوع إلى الدنيا، عن ابن عباس، ومجاهد، وقيل: حاجز بين الدنيا والآخرة، عن الضحاك، واختلفوا في الحاجز، قيل: أَجَلٌ، عن السدي، وقيل: بقية الدنيا، عن