قوله تعالى: {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون 101 فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون 102 ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون 103 تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون 104 ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون 105 قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين 106 ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون 107 قال اخسئوا فيها ولا تكلمون 108}
  والغلبة: الاستعلاء بالقوة.
  والكُلُوح: مصدر كَلَحَ، وهو خلاف الطلاقة.
  وأخْسَؤوا: زجْرٌ، كأنه قيل: أَبْعِدْ بُعْدَ الكلب، وفيه إهانة، من خَسَأْتُ فلاناً أَخْسَأُه خسأ فهو خاسئ.
  · الإعراب: «وَلَا تُكَلِّمُونِ» حذفت الياء بعد النون تخفيفاً، ودلت الكسرة في النون على ذهاب الياء، وهذا ليس بأَمْرٍ، ولو كان أمرًا لقال: لا يتكلمون، ولكن المعنى:
  اخسأوا فيها كأنكم لا تكلمون، أي: لا تتكلمون.
  · المعنى: ثم بين تعالى حال الفريقين يوم البعث، فقال سبحانه: «فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ» قيل: قَرْنُ ينفخ فيه إسرافيل علامة لوقت إعادة الخلق، عن أكثر المفسرين، وقيل: المراد به نفخ الروح في الصور، عن الحسن، ثم اختلفوا فقيل: هي النفخة الأولى، عن ابن عباس، وقيل: هي النفخة الثانية، عن ابن مسعود. «فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ» أي: لا يتواصلون بالأنساب، ولا يتعاطفون بها، عن الحسن، وقيل: لا يتفاخرون بالأنساب، كما فعلوا في الدنيا، عن ابن عباس، وأبي علي، وقيل: لا يستغيثون بالأنساب، ولا يقولون: يا آل فلان في الآخرة، كما هي في الدنيا، وقيل: لا ينسب للتعريف، «وَلاَ يَتَسَاءَلُونَ» أي: لا يسأل بعضهم بعضاً عن حاله، عن أبي علي، وقيل: لا يسأل بعضهم بعضاً، أي: لا يحمل عنه ذنبه.