قوله تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون 115 فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم 116 ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون 117 وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين 118}
صفحة 5106
- الجزء 7
  ومخالفونا منهم من قال: خلق ليدل على كمال صفاته، ومنهم من قال: خلق بعضهم للجنة، وبعضهم للنار، وهذا لا يجوز؛ لأنه لا ذنب لهم، وما روي عن الصادق #، أنه خلقهم ليحسن إليهم، فهو غير ما نقوله، وقد قال بعض الْمُجْبِرَة: إنه لا يجوز أن يقال: خلقه لغرض، وهذا يوجب كون أفعاله عبثاً.
  وتدل الآية أن كل من خالف التوحيد لا برهان له فيه، وذلك عام في الثنوية والمجوس والمشبهة وكل مبتدع؛ لأن جميع ذلك خلاف التوحيد.
  وتدل على أن القول إنما يصح إذا كان معه برهان، وذلك يدل على وجوب النظر، وفساد التقليد، وأن المعارف مكتسبة.