التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون 1 الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين 2 الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين 3}

صفحة 5108 - الجزء 7

قوله تعالى: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ١ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ٢ الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ٣}

  · القراءة: قراءة العامة بالرفع: «سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا»، ثم اختلفوا فقيل: هو خبر ابتداء محذوف، أي: هذه سورة؛ لأن العرب لا تبتدئ بالنكرة، عن الخليل. وقيل: هو ابتداء وخبره في «أنزلناها» عن الأخفش، وقرأ طلحة بن مصرف: «سُورَةً أَنْزَلْنَاهَا» بالنصب على معنى أنزلنا سورةً، والكناية صلة زائدة، وقيل: اتَّبعُوا سورة أنزلناها، والرفع أجود؛ لأنك شغلت الفعل عنها بما هو من سببها، كقولك: زيد ضربته.

  قرأ ابن كثير وأبو عمرو: «وفرَّضْنَاهَا» بتشديد الراء، والباقون بالتخفيف،