التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين 6 والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين 7 ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين 8 والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين 9 ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم 10}

صفحة 5129 - الجزء 7

  قرأ نافع: «أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ» بتخفيف (أنْ) ورفع (لَعْنَةُ)، و «أنْ غَضِبَ» بتخفيف (أنَّ) وفتح «غَضِبَ»، وبكسر الضاد على الفعل، مثل سمع، والباقون بتشديد النونين، وما بعدهما، نصب «غَضَبَ» بفتح الضاد على الاسم، فمن نصب فلأنَّ (أنَّ) المشددة تنصب ما بعدها، ومن رفع فلأنَّ (أنْ) الخفيفة ما بعدها يكون مرفوعاً.

  وقرأ يعقوب والمفضل عن عاصم: {أَنْ} و (أَنْ) مخففتين، و (غَضَبُ) بالرفع.

  · اللغة: الدَّرْءُ: الدفع، دَرَأْت الشيء دَرْأً دَفَعْتُهُ، وفلان ذُو تَدْرَإٍ، أي: قوي على دفع أعدائه عن نفسه.

  وأصل العذاب في كلام العرب: الضرب، يقال: عذبته ضربته، وعَذَبَةُ السوط:

  طرفه؛ لأنه به يضرب، وعَذَبَةُ الشجر: غصنه، والمعذوب: المحبوس.

  · الإعراب: {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ} رفع شهادة من وجهين:

  أحدهما: فعليه شهادة أحدهم كأنه قيل: فعليه شهادته، أو يقدر: فشهادة أحدهم عليه.