التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين 6 والخامسة أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين 7 ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين 8 والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين 9 ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم 10}

صفحة 5130 - الجزء 7

  والثاني: أن يكون ابتداء وخبره: {إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} كسر (إنَّ) في قوله: «إِنَّهُ» لأجل اللام التي بعدها في قوله: {لَمِنَ}.

  {العَذَابَ} نصب لأنه مفعول، والفاعل (أن يشهد)، كأنه قال: ويدرأ عنها الشهادة العذاب.

  وجواب «لولا» محذوف تقديره: ولولا فضل اللَّه عليكم لَعَاجَلَكُمْ بالعقوبة ولفضحكم.

  · النزول: قيل: نزلت الآية في قصة عاصم بن عدي، وامرأة عويمر، وشريك بن السمحاء، عن ابن عباس، ومقاتل.

  وقيل: نزلت في قصة هلال بن أمية وامرأته، عن ابن عباس بخلاف.

  فأما قصة عاصم فقيل: لما نزل: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ} قرأها رسول اللَّه ÷ على المنبر يوم الجمعة، قال عاصم بن عدي: (جعلني اللَّه فداك، إن رأى رجل منا مع امرأته رجلاً، فَأَخْبَرَ بما رأى جُلِدَ ثمانين جلدة، وسماه المسلمون فاسقاً، ولا تقبل شهادته أبداً، وكيف لنا بالشهداء، ونحن إذا التمسنا الشهداء لكان الرجل