قوله تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون 164}
  والاختلاف: نقيض الاتفاق، وقيل: اختلاف الليل والنهار أخذ من الخَلَف؛ لأن كل واحد منهما يخلف صاحبه على جهة المعاقبة، وقيل من اختلاف الجنس كاختلاف السواد والبياض، والأشياء على ثلاثة أضرب: متماثل كالسواد والسواد، ومختلف كالسواد والحمرة، ومتضاد كالسواد والبياض.
  والليل جَمْعُ ليلةٍ كتمرة وتمر؛ وهو الظلام المعاقب النهار.
  والنهار: الضياء المتسع وأصله من السعة، ومنه أخذ النهر المجرى الواسع للماء، ومنه قول الشاعر:
  مَلَكْتُ بها كَفِّي فَأَنْهَرتُ فَتْقَهَا والفُلْك: السُّفُن الواحد والجمع فيه سواء، ويؤنث ويذكر، والفَلَكُ: فَلَكُ السماء، وقيل: هو اسم للدوار خاصة، قيل: بل لأطباق سبعة فيها النجوم، وأصله من الدور سمي فلكًا لدورانه، والفلك لأنها تدور بالماء أسهل دور.
  والبحر أصله من السعة، وهو الخرق الواسع للماء الذي يزيد على سعة النهر.
  والنفع والخير والحظ نظائر، والمنفعة: التعريض للنصيب من اللذة، أو ما أدى إليها.
  والإحياء: فِعْلُ الحياة، وحياة الأرض عمارتها بالنبات، وموتها خرابها، وهو اتساع.
  والبث: التفريق، وكل شيء فرقته فقد بثثته، وسمي العمر بثًّا لتقسيم القلب.
  والدابة: أصلة من الدبيب كل ما يدب فهو دابة، غير أنه اختص بنوع من الحيوان في العرف، وقوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} ورد على الأصل.
  والتصريف: التقليب، «وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ»: تصريفها عن حال إلى حال، وقيل:
  ينقلها في الجهات المختلفة.