قوله تعالى: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم 11 لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين 12 لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون 13 ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم 14 إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم 15}
  بكسر اللام وضم القاف والتخفيف، وقرأ أبي: «تَتَلَقَّوْنَهُ» بتاءين، وقرأ ابن السَّمَيْقَعِ: «تُلْقُونَهُ» من الإلقاء، نظيره {فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ}[النحل: ٨٦].
  فأما قراءة العامة «إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ» يعني يرويه بعضكم عن بعض، يقال: تلقيت الحديث من فلان: أخذته منه، وقال المؤرج: يلقى، قيل: يقال تلقيت هذا الكلام أي: أخذته وقبلته، فأما قراءة عائشة: «تَلِقُونَهُ» أصله من الَولْقِ، وهو الاستمرار في الكذب، وفي حديث علي: (كذبتَ ووَلَقْتَ، والولق بالقاف، والولغ بالغين لغتان، وهو كذب، وَلَقَ الرجل يَلِقُ إذا كذب، وأصل الوَلْقِ الإسراع، عن الخليل، يقال: جاءت الإبل تَلِقُ، أي: تسرع، فكأن الكاذب يستمر في الكذب، فكأنه يسرع على القولين، فأما قراءة أبي من التلقي، وقراءة ابن السَّمَيْقَعِ من الإلقاء، ألقى يلقي إلقاءً.
  · اللغة: الإفك: الكذب الذي قُلِبَ الأمر فيه عن وجهه، أصله الانقلاب، ومنه: {وَالْمُؤْتَفِكَاتِ}[الحاقة: ٩] وأفك يأفك إفكاً إذا كذب؛ لأنه قلب المعنى عن حقه إلى باطله فهو إفك مثل كاذب.