التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم 11 لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين 12 لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون 13 ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم 14 إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم 15}

صفحة 5142 - الجزء 7

  والكبر والعظم بمعنى، وقيل: كِبْرَهُ مصدر من معنى الكبَر، وكِبَرُ الشيء: معظمه، (وقال الليث: الكبير الاسم، اسم الكبير كالخطء من الخطيئة، والكبير: خلاف الصغير، والكبار: الكبير، وكذلك الكبار، وأكبرت الشيء: استعظمته.

  · الإعراب: جواب «لولا» في قوله: «لمسكم».

  «لا تحسبوه» جزم؛ لأنه نهي، وعلامة الجزم ذهاب النون، ولم يقل: تحسبونه.

  وجواب «وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ» محذوف كأنه قيل: نفعل كذا وكان كذا.

  · النزول: أجمعت العلماء من أهل النقل والتفسير أن هذه الآيات وما بعدها نزلت في شأن عائشة ومن رماها بالإفك في حديث طويل جملته: أنها كانت مع رسول اللَّه ÷ وعلى آله في غزوة بني المصطلق، وكانت في هودج تدخل ثم تجيء الرجال وتحملها، وضاع لها في ليلة عقد، وكانت تباعدت في قضاء الحاجة، فرجعت طالبة،