قوله تعالى: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم 11 لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين 12 لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون 13 ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم 14 إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم 15}
  أبي بكر، ونال المسلمين من ذلك ما نال فعظم عند اللَّه؛ لأن الذنب إنما يعظم لوجوه القبح، وقيل: لأن فيه تكذيب القرآن، وإلحاق الشين برسول اللَّه ÷، وهتك ستره، وقيل: مَنْ صَغَّرَ ما عَظَّمَهُ اللَّه فله عذاب عظيم.
  · الأحكام: تدل أول الآية على عِظَمِ أمر الإفك، وأن فيه عذاب الدنيا والآخرة.
  وتدل على أن المقذوف إذا صبر استحق الثواب والعوض فلذلك كان خيرًا له.
  وتدل على عظم حال عائشة عند اللَّه وفضلها، وعظيم حال الوقيعة فيها، قال أبو علي |: من صَدَّقَ قَذْفَ عائشة فهو كافر.
  وتدل على أن ما جرى كان خيرًا لعائشة؛ إذ أنزل في براءتها القرآن يتلى إلى يوم القيامة.
  وتدل على أن الظلم خير للمظلوم وشر للظالم.
  وتدل على أن بالقذف لا يكفر، لذلك قال: {ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ} فيبطل قول الخوارج.
  وتدل على أنه إذا عجز عن الشهود استحق العقاب، وهو الحد، وفيه زجر عن القذف صادقاً أو كاذباً.
  وتدل على قبح القول بما لا يعلم لذلك قال: {مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ}.
  ويدل قوله: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا} أنَّه لا ينبغي أن يصغر الذنب.