التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم 16 يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين 17 ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم 18 إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون 19 ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رءوف رحيم 20}

صفحة 5151 - الجزء 7

  · المعنى: ثم بين تعالى تمام قصة عائشة ^ فقال سبحانه: «وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا» يعني هَلَّا إذ سمعتم قاذفاً يقذف من غير بينة كففتم، وقلتم: ليس لك أن تتكلم بهذا؛ لأنا لا نَأْمَنُ كونه كذباً، وقيل: كان يبغي لكم إذا سمعتم ذلك ألّا تتكلموا فيه حرمة لرسول اللَّه ÷ وعلى آله ورعاية لحقه، ولا تصدقوا ذلك لطهارة نبيه: أي: وتقولون: سبحانك، قيل: معناه ننزهك أن نعصيك بهذه المعصية، وقيل: أنت منزه عن ألا تؤاخذ من قذف مؤمناً أو ظلمه، وقيل: أنت منزه أن يكون في بيت نبيك مثل هذه الفاحشة «هَذَا بُهْتَان عَظِيمٌ» أي: كذب عظيم، أي: يتحير الناس من عِظَمِهِ «يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا» أي: ينهاكم ويزجركم أن تعودوا، وقبل: معناه يعظكم لكيلا تعودوا لمثله، أي: إلى مثل الإفك، فيدخل فيه مَنْ تكلم به، ومن سمعه فَقَبِلَهُ، ومن رضي به، ومن شك فيه، وإن كان ذنب بعضهم أعظم من بعض «إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ» يعني من شرط الإيمان ترك هذه التهمة والقذف، «وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ» الشرائع والأحكام، وقيل: الأدلة «وَاللَّهُ عَلِيمٌ» بمصالح عباده «حَكِيمٌ» فيما يأمر وينهى، وقيل: «عليمٌ» بأمر عائشة، «حكيمٌ» ببيان براءتها «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ» أن تظهر وتفشو