التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم 26 ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون 27 فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم 28 ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون 29}

صفحة 5167 - الجزء 7

  وقيل: لما تقدم قوله: {وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} بين أن من جملة التطهير الاستئذان.

  · المعنى: ولما تقدم حديث الإفك بيّن تعالى أن الخبيثة أولى بعبد اللَّه بن أُبيٍّ الذي خرج منه الإفك، وأن رسول اللَّه ÷ أولى بالطَّيِّبَة، فقال سبحانه: «الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ» قيل:

  الخبيثات من الكلام للخبيثين من الرجال، عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، والضحاك، وقيل: الخبيثات من السيئات للخبيثين من الرجال، عن ابن زيد، كأنه ذهب إلى إجماعها للمشاكلة بينهما، وقيل: الخبيثات: النساء الزواني للخبيثين من الرجال الزناة، ثم نسخ ذلك، عن أبي علي، وقيل: الخبيثة للخبيث، والطيبة للطيب، ومعناه ما تقدم {الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً} الآية، عن أبي مسلم «وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ»، قيل: الخبيثون من الرجال «للخبيثات» من الكلم، وقيل: الخبيثات من النساء، «وَالطَّيِّبَاتُ» من الكلام «لِلطَّيّبِينَ» من الرجال، «وَالطَّيِّبُونَ» من الرجال «لِلطَّيِّبَاتِ» من الكلام، وقيل: الطيبات من النساء للطيبين من الرجال، وقيل:

  الكلمات الخبيثة التي بها يذم في الخبيثين من الرجال، وهم أولى بها، والطيبات:

  الثناء الحسن للطيبين من الرجال، وهم أولى بها، وقيل: هو نعت للّعن، أي: اللعن للخبيثين فيستحقها في الدارين، والرحمة يستحقها الطيبون في الدارين «أُولَئِكَ»