التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم 26 ياأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون 27 فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم 28 ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون 29}

صفحة 5168 - الجزء 7

  يعني الطيبين، يعني عائشة وصفوان «مُبَرَّءُونَ» منزهون «مِمَّا يَقُولُونَ» من الإفك «لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ» يعني الجنة «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا» قيل: تستأذنوا، عن ابن عباس، وابن مسعود، وإبراهيم، وقتادة، وقيل: تستأنسوا بالتنحنح والكلام الذي يقوم مقام الاستئذان، عن مجاهد، والسدي، وذكر الحسن أن أبا موسى روى عن النبي ÷ أنه قال: «الاستئذان ثلاث، فإذا أذنوا وإلا فارجع»، فدعاه عمر وقال: لتأتين ببينة، أو لأعاقبنك، فأتاه بمن سمعه معه، وقيل: هو التسبيح والتكبير ونحوه، عن عكرمة، وقيل: هو السلام لقوله: «وَتُسَلِّمُوا» وروي أنه استأذن رجل على رسول اللَّه ÷ وعلى آله فتنحنح فقال ÷ لامرأة: «قومي إليه فعلميه فقولي له: قل: السلام عليكم، أأدخل»؟ فسمعها الرجل فقالها، فقال: «ادخل»، وقيل: الاستئناس:

  الاستهداء، ومعناه حتى تجدوا أنيساً، عن ابن الأنباري من قوله: {آنَسْتُ نَارًا}⁣[طه: ١٠] يعني ينظر هل في البيت أحد يستأذنه في الدخول، وقيل: حتى تطلبوا