التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون 30 وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون 31}

صفحة 5172 - الجزء 7

  · القراءة: قرأ أبو جعفر وابن عامر وأبو بكر والمفضل عن عاصم: «غَيرَ» بنصب الراء، وفيه وجهان:

  أحدهما: الحال والقطع؛ لأن التابعين معرفة و (غير) نكرة.

  والثاني: الاستئناف بكون (غير) بمعنى (إلا).

  وقرأ الباقون بالجر نعتاً للتابعين.

  قرأ ابن عامر: «أَيُّهُ الْمُؤْمِنُونَ» بضم الهاء، وفي (الزخرف): {ياأَيُّهُ السَّاحِرُ}⁣[الزخرف: ٤٩] وفي (الرَّحْمَن): {أَيُّهُ الثَّقَلَانِ}⁣[الرحمن: ٣١] بضم الهاء في هذه الأحرف؛ لأنها مكتوبة بغير ألف، ولأن الأصل في الهاء الضم، وقرأ الباقون بالفتح؛ لأنه حرك إلى أخف الحركات، ثم اختلفوا في الوقف، فأما ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ويعقوب يقفون عليها بالألف (أيها). أبو جعفر، ونافع، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، يقفون (أيه) بغير ألف.

  · اللغة: الغض: غض البصر، وكل شيء كففته فقد غضضته، وأصله: الغضغضة، وهو النقصان، ومنه حديث عمرو بن العاص لما مات عبد الرحمن بن عوف: (هنيئاً لك خرجْتَ من الدنيا بِبِطْنَتِكَ ولم تتغضغض منها بشيء)، يقال: غَضْغَضْتُ الشيء فتغضغض إذا نقص، ومعنى الحديث: أنه هاجر واستحق الأجر، ولا تلبس بعمل، ولا دلس نفسه بشيء، وقوله: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ}⁣[لقمان: ١٩] أي: أنقص،