قوله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون 30 وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون 31}
  يقال: غض بصره وصوته، أي: نقص من نظره وصوته.
  والإربة: الحاجة، وهي فِعْلَة من الأَرَبِ، كالمشية من المشي، والجلسة من الجلوس، يقال: أَرِبَ الرجل [يَأْرَبُ أَرَباً]، إذا احتاج، والإِرْبَةُ والأرَبُ، والمأرَبة، والمأرُبة بفتح الراء وضمها: الحاجة، والأُربة بضم الهمزة: العقدة، أَرَّبْتُ العقدة أي: أحكمتها، سمي بذلك لأن ما يحتاج إليه من الأمور يقتضي العقدة عليه، ولأن الحاجة كالعقدة حتى تنحل بسد الخلة، ولأن العقدة التي تمنع من المنفعة تحتاج إلى حلها، وفي الحديث أن رجلاً اعترض للنبي ÷ يسأله، فصاحوا به، فقال النبي ÷: «دعوا الرجل أَرِبَ، مَالَهُ؟!»، قال ابن الأعرابي: احتاج، فسأل فَمَالَهُ، وقيل: معناه حاجة جاءت به فدعوه، و (ما) صلة، عن الأزهري، وقيل: أرب ماله، أي: سقطت آرابه وأصيبت، عن القتبي، وقيل: اشتكت آرابه وسقطت، والآراب الأعضاء، واحدها: إِرْبٌ، عن ابن الأنباري، وروي «أَرِبٌ ماله» بضم الباء والتنوين، ومعناه رجلٌ أَرِبٌ، أي: حاذق كامل.
  والْخُمر: جمع خمار، وهي المقانع؛ سمي بذلك لأنه يستر الرأس، ومنه: