قوله تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم 32 وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ... 33}
  ومتى قيل: أليس العبد لا يملك، فكيف قال {يُغْنِهِمُ اللَّهُ}؟
  قلنا: منهم من قال: يملك إذا ملكه السيد، وقيل: أراد به غنى الاستمتاع، وهو يقع بالنكاح لا محالة، وقيل: إنه يرجع إلى الأيامي؛ لأنه يثبت بالدليل أن العبد لا يملك.
  «وَاللَّهُ وَاسِعٌ» عالم الرحمة والإحسان «عَلِيمٌ» بمصالح الخلق، يضع رحمته بحسب المصلحة، وقيل: هذا وَعْدٌ جميل وترغيب في النكاح، وقيل: وعد لأن يغنيك عنها وغناك عنها خير من غناك بها «وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا» قيل: ليصبروا: الاستعفاف: الصبر على العفة، وقيل: لطلب العفة بترك السفاح إذا لم يجد النكاح «حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ» فيتمكن من النكاح، ومعنى «لاَ يَجِدُونَ» لا يتمكنون من النكاح لفقد المَهْرِ والنفقة أو نحوها.
  · الأحكام: تدل الآية على أن للولي حقًّا في إنكاح الولية، ثم اختلفوا، فقال. أبو حنيفة:
  إن كانت صغيرة أو مجنونة فهو يزوجها، وإن كانت كبيرة فالأولى أن يزوجها برضاها، ويستحب ذلك سواء كانت بكرًا أو ثيباً.