التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم 32 وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله ... 33}

صفحة 5185 - الجزء 7

  وروي في ذلك أخبار منها قوله: «تناكحوا تكثروا فإني أباهي بكم الأمم»، وقال: «من أحب فطرتي فليستن بسنتي» وهو النكاح، وقال: «من كان له ما يتزوج فلم يتزوج فليس منا»، وقال: «شراركم عزابكم»، وقال ÷: «أعلنوا النكاح واجعلوه في المساجد، وليولم أحدكم ولو بشاة»، وقال: «التمسوا الرزق بالنكاح»، وقال أبو حنيفة: النكاح أولى من التخلي لثقل العبادة، وقال: إنه سبب لمصالح جمة وهو كالإمارة، وقال الشافعي: التخلي لثقل العبادة أولى.

  ويدل قوله: {مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ} على الترغيب في نكاح المماليك، واختلفوا، فقيل: واجب، عن الحسن، وروي عنه أنه رخصة، ولم يفرق بين العبد والأمَة، وقيل: رخصة في الإماء، واجب في العبيد، وقيل: واجب في الإماء خاصة، عن أبي علي؛ لكنه يوجب بشرط طلبها، ولا خلاف أن المولى يزوج الأمَة [خاصة]. واختلفوا في العبيد فقال أبو حنيفة: ليس للمولى إجباره على النكاح خلافاً للشافعي.

  ويدل قوله: {حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} على وعد بالسعة عند النكاح، ولهذا قال، ÷: «التمسوا الرزق بالنكاح»، وقيل: إنه يرجع إلى الأيامى؛ لأن العبد لا يملك، وقد يبنا ذلك.

  ويدل قوله: {وَلْيَسْتَعْفِفِ} أن إباحة الاستمتاع موقوفة على النكاح، ولولا أن