التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم 35}

صفحة 5198 - الجزء 7

  وقرأ حمزة والكسائي وخلف بن هشام وأبو بكر عن عاصم مضمومة التاء والدال خفيفة القاف، أرادوا الزجاجة.

  وقرأ ابن محيصن بتاء مفتوحة وتشديد القاف ورفع الدال، أراد توقد الزجاجة، وقرأ أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب بفتح التاء والقاف وتشديد القاف، يعنون المصباح.

  · اللغة: النور: أصله من أنار الشيء: أضاء، ونور أضاء، ومنه النار لإضاءتها، والنَّوْرُ بفتح النون: نَوْرُ الشجرة، وهو نُوَّارُهُ، وأنارت الشجرة: أخرجت النَّوْر؛ لأنها نص على الشجرة، ثم يستعمل في كل [شَيء ممدوح]، ويُقال: فلان نور البلد، وهذا نور الأمر، والنور: جسم فيه لون [مضيء].

  والشَّكْوَةُ: سقاء صغير، وأصلها الوعاء يجعل فيه الشيء، والمشكاة: وعاء من أَدَمٍ.

  والمصباح: السراج، وأصله من الضوء، والصباح: نور النهار، وسمي الصبح، قيل: لبياضه، وقيل: لخضرته، ورجل صَبِيحٌ، واصطبح القوم بالنار طلبوا بها الضياء، واصطبحوا: شربوا صَبُوحاً، والأصبح: الأبيض.

  · الإعراب: الهاء في قوله: {مَثَلُ نُورِهِ} قيل: يعود إلى اسم اللَّه تعالى، وقيل: على المؤمنين، والأول أولى؛ لأنه تقدم ذكره.