التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم 35}

صفحة 5199 - الجزء 7

  {لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} كسر لأنه نعت للشجرة.

  {مِصْبَاحٌ} رفع على الابتداء، فقال: {الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ}.

  · النظم: قيل: يتصل بما قبله اتصال المثل بالمثل؛ لأنه لما بَيَّنَ تعالى وجوه المنافع والمصالح، وعَلَّمَ الشرائع بما سبق ذكره، بَيَّنَ أن منافع أهل السماوات والأرض منه؛ لأن اسم النور يطلق على ما تقدم ذكره، لمنافع العباد.

  وقيل: يتصل اتصال العلة بالمعلول، كأنه قال: أنزلنا آيات بينات ومواعظ زاجرات، فهداكم بها؛ لأنه هادي أهل السماوات والأرض، ومنه نورهما.

  · المعنى: لما تقدم قوله: {وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ} أنه نزلها ليهدي المكلف بها، وأنه هادي أهل السماوات، ومنه منافع الدين والدنيا، فقال سبحانه: «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ» قيل: هادي أهلها لا هادي غيره، عن ابن عباس، وأنس، وجماعة، وذلك لأنه نصب الأدلة، وبعث الرسل، ولما كان النور يهتدي به الخلق في مصالحهم أطلق عليه اسم النور توسعاً، وقيل: منور السماوات والأرض بنجومها وشمسها وقمرها، عن محمد بن كعب، وأبي العباس،