قوله تعالى: {الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم 35}
  يُضِيءُ} أي: يكاد حجج القرآن أن تتضح وإن لم تُقْرَأْ، وقيل: تكاد حجج اللَّه على خلقه تضيء، ولو لم ينزل القرآن «نُورٌ عَلَى نُورٍ» يعني القرآن نور مع سائر الأدلة قبله فازداد به نورًا على نور، عن الحسن، وابن زيد. وقيل: نور على نور يضيء بعضها بعضاً، عن زيد بن أسلم، وقيل: نور الهدى، ونور القرآن، وقيل: نور الإيمان، ونور العمل، وقيل: نور السراج، ونور القنديل، ونور الزيت.
  «يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ» قيل: بنوره، وهو الألفاظ والأدلة، وقيل: إلى نوره، وهو القرآن، وقيل: الإيمان «مَنْ يَشَاءُ» أي: بأن يكلفه فيخصص بذلك؛ لأن من الناس مَنْ ليس بمكلف، عن أبي علي، وقيل: بأن يلطف لأن من الناس من لا لطف له، وقيل: هو طريق الجنة فخص المؤمن، عن أبي مسلم، والأقرب أنه أراد الألطاف، «وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ» تقريباً إلى أفهامهم، «وَاللَّهُ بكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ» فيضع الأشياء مواضعها.
  ومتى قيل: فما فائدة المثل؟
  فجوابنا: أن يبين أن أدلة اللَّه وهداه ظاهرة، وأن المكلف في جهله إنما أُتي من قِبَلِ نفسه لقلة تفكره وتفريطه في أمر دينه.