التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين 47 وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون 48 وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين 49 أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون 50 إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون 51 ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون 52}

صفحة 5226 - الجزء 7

  · اللغة: الإذعان: الانقياد من غير إكراه، عن الفراء، وقيل: الإسراع مع الطاعة، يقال: أذعن فلانٌ بالحق إذا أقر به إذعانا فهو مذعن، وناقة مِذعَان مُنْقادَة.

  والحَيْفُ: الجور ببغض.

  والدعاء: طلب الفعل، والفرق بينه وبين الأمر يظهر بالرتبة، فإذا كان الطالب فوق المطلوب سمي أمرًا، وإذا كان دونه سمي دعاءً.

  والحكم: فصل الأمر على ما تدعو إليه الحكمة، ومنه: الحاكم، وأصله: المنع، قال:

  أَبنَيِ حنيفةَ أَحْكِمُوا سفهاءكم

  والفوز: أخذ الحظ الجزيل من الخير، فاز يفوز فوزاً فهو فائز، وسميت المَهْلَكَةُ مفازة تفاؤلاً، كأنه قيل: منجاة.

  {أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ} استفهام والمراد الذم، والتوبيخ، وإنما جاء على لفظ الاستفهام زيادة في الذم، كأنه قيل: إن هذا الأمر قد ظهر حتى لا يحتاج فيه إلى البينة، فكذلك في المدح، وهو أشد مبالغة، قال الشاعر:

  أَلَسْتُمْ خَيْرَ مَنْ رَكِبَ الْمَطَايَا ... وَأَنْدَى الْعَالَمِينَ بُطُونَ رَاحِ

  · الإعراب: مَنْ نصب «قَوْلَ» فلأنه خبر (كان) واسمه في قوله «أن يقولوا»، ومَنْ رفع «قولُ»؛ لأنه اسم (كان) وخبره في: «أن يقولوا».