التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين 47 وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون 48 وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين 49 أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون 50 إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون 51 ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون 52}

صفحة 5227 - الجزء 7

  «مذعنين» نصب على الحال، أي: في حال الإذعان؛ لأن الإتيان وقع على الإذعان، فانتصب.

  و «وَيَخْشَ اللَّهَ» جزم، وعلامة الجزم ذهاب الياء؛ لأنه يخشى، وإنما جزمت لأنه معطوف على: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ} وجواب (من): {فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}.

  · النزول: قيل: نزلت الآية في المنافقين.

  وقيل: نزلت في منافق ويهودي اختصما في أرض، فجعل اليهودي يجره إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وعلى آله وسلم، وجعل المنافق يجره إلى كعب بن الأشرف، ويقول: إن محمداً يحيف علينا، فنزلت الآية، عن جماعة من المفسرين.

  فأما ما ترويه الرافضة أنها نزلت في خصومة وقعت بين علي وعثمان، فقالت أقارب عثمان: لا يرفعه إلى النبي؛ لأنه يحكم لابن عمه، فهذا من بهت الروافض، لم يُرْوَ ذلك في حديث صحيح ولا فاسد، وعادتهم وضع الأخبار والأسانيد، ولذلك تَرَى أسانيدهم مجاهيل أكثرها أسماء لا مسمى لها.

  وذكر شيخنا أبو حامد في تفسيره: أنها وردت في قوم امتنعوا لا للنفاق