قوله تعالى: {ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين 47 وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون 48 وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين 49 أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون 50 إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون 51 ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون 52}
  والشك لكن للحرص على الدنيا، ولهذا أخبر أنهم ينقادرن إذا كان الحكم لهم، ولو كانوا منافقين لكانت أحوالهم متساوية في ذلك، ولأنه قال: {أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} ولو كانوا منافقين لكان في قلوبهم مرض، فكان لا يخبر على طريق الاستفهام، غير أن أكثر المفسرين أنها نزلت في المنافقين، وهو الذي يقتضيه الظاهر.
  · المعنى: قيل: لما تقدم ذكر المؤمن والكافر عقبه بذكر المنافق؛ لأنه ثالث القوم، وقيل: إنه يتصل بقوله: {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ} والضمير في قوله: «وَيَقُولُونَ» يعود إليهم، وهو يقع على بعضهم، كأنه يقول: ناس من هَؤُلَاءِ الناس يقول آمنا، عن أبي مسلم، «وَيَقُولُونَ» يعني المنافقين «آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ» فيعطون بألسنتهم الإيمان والطاعة «وَأَطَعْنَا» فيما أمرنا به «ثُمَّ يَتَوَلَّى» يعرض «فَرِيقٌ مِنْهُمْ» جماعة يعرضون عن حكم اللَّه، وهم المنافقون، عن أبي علي، وصفة الإعراض وما بعده لا تليق إلا بهم، «مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ» أي: بعد أن أقروا بألسنتهم «وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ» في الحقيقة، وقيل: ما أولئك يرجع إلى الفرقة المتولية، أي: من بعد أن أقروا بألسنتهم، ما أولئك بالمؤمنين، وقيل: أراد يتولى يرجع إلى الفريق الآخر، ويظهر بعضهم لبعض السخط لحكم الرسول ثم يعرضون جميعاً، ف (أولئك) على