قوله تعالى: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن أمرتهم ليخرجن قل لا تقسموا طاعة معروفة إن الله خبير بما تعملون 53 قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين 54 وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون 55}
  الأيمان تقسم على أهل المحلة التي يُدَّعَى عليهم القتل، ويقال: على الأولياء، وأصل الباب: القسم، مصدر قسمت الشيء أَقْسِمُهُ قَسْمًاً، والقِسْمُ بكسر القاف:
  النصيب، كأنه قسمه من الشيء.
  والتبديل: تغيير الشيء من حال إلى حال، ومنه الإبدال.
  · الإعراب: «تَوَلَّوْا» قيل: أصله تتولوا حذفت إحدى التائين؛ لأنه على المخاطبة، وليس كذلك {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ}[البقرة: ١٣٧] عن الفراء، وقيل: لا حذف فيه، وإنما هذا على المعاينة.
  {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ} اللام للجواب تقديره: وعدهم بأن قال: واللَّه لَأَسْتَخْلِفَنَّهُمْ.
  {لَا تُقْسِمُوا} تم الكلام عنده، ثم ابتدأ فقال: {طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ} أي: أمركم طاعة، أو طاعة معروفة خير من غيرها.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في المنافقين، كانوا يحلفون لرسول اللَّه ÷ أينما كنت نكن معك، إن أقمت أقمنا، وإن خرجت خرجنا، وإن أمرتنا بالجهاد جاهدنا، فنزلت الآية.
  وقيل: نزل قوله: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} الآية. في الصحابة، فروى الربيع عن أبي العالية، قال في هذه الآية: مكث النبي ÷ في مكة خائفاً