التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب 165}

صفحة 691 - الجزء 1

  يحب فلانًا، ولا بد من حذف فيه، والمعنى: يحب مدحه وبقاءه ونحوها، فإذا أضيف إلى الفعل يراد وجوده، وإذا استعمل بمعنى الشهوة فيتعلق بالشخص وغيره.

  والند: المِثْل، وقيل: الند: الضد، وأصل الند: المثل المساوي والقوة والقدرة.

  · الإعراب: يقال: كم وجهًا في العربية في «أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ» مع الياء في: «إِذْ يَرَوْنَ»؟

  قلنا: يجوز الفتح من ثلاثة أوجه، والكسر من ثلاثة أوجه.

  أما الفتح: فالأول: لوقوع «يرى» عليه بمعنى المصدر تقديره: ولو يرى الَّذِينَ ظلموا إذ يرون العذاب قوة اللَّه وشدة عذابه.

  الثاني: الفتح على حذف اللام، تقديره: لأن القوة لله، ولأن اللَّه شديد العقاب.

  الثالث: على تقدير «لرأوا أن القوة» على الإيصال بما حذف من الجواب.

  وأما الكسر، فالأول: على الاستئناف.

  والثاني: على الحكاية فيما حذف من الجواب، تقديره: لقالوا: إن القوة لله.

  الثالث: على الإيصال بما حذف من الجواب كقولك: يقولون: إن القوة لله.

  ويقال: كم وجهًا يجوز في «أن» مع التاء؟

  قلنا: يجوز الفتح من ثلاثة أوجه، والكسر من ثلاثة أوجه.

  أما الفتح: فالأول: على البدل كقولك: ولو يرى الَّذِينَ ظلموا أن القوة لله عليهم، عن الفراء.

  الثاني: لأن القوة.

  الثالث: لريت أن القوة لله.

  فأما الكسر مع التاء كالكسر مع الياء، قال الفراء: والاختيار مع الياء الفتح، ومع التاء الكسر؛ لأن «الرؤية» قد وقعت على (الَّذِينَ).